فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

{ الزبانية } الملائكة خزنة النار .

{ سندع الزبانية } إن الملائكة الغلاظ الشداد خزنة جهنم ينتظرون أمرنا ليكبلوا أعداءنا ، ويسحبوهم في النار على وجوههم ، يوم { يعرف المجرمون بسيامهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام }{[11873]} .

نقل عن أبي الليث السمرقندي قال : روي في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة ، وبلغ إلى قوله تعالى : { لنسفعا بالناصية } قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك ! فقال الله تعالى : { فليدع ناديه . سندع الزبانية } اه .

وعن ابن عباس وغيره : لما نزل { عليها تسعة عشر } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ! أسمع ابن أبي كبشة{[11874]} يخبركم أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم- أي العدد- والشجعان ، فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ؟ ! وقيل : إن أبا جهل قال : أفيعجز كل مائة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ، ثم تخرجون من النار ؟ ! فنزل قوله تعالى : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة . . }{[11875]} أي لم نجعلهم رجالا فتتعاطون مغالبتهم .


[11873]:- سورة الرحمن. الآية 41
[11874]:- يكنى اللعين بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مستهزئا.
[11875]:-سورة المدثر. من الآية 31.