أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : منهومان لا يشبعان : صاحب علم وصاحب دنيا ، ولا يستويان ، فأما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن ، ثم قرأ { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ] وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ، ثم قرأ { إن الإِنسان ليطغى أن رآه استغنى } والله أعلم .
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن مردويه وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه . فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : «لو فعل لأخذته الملائكة عياناً » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه ، وابن المنذر وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاء أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا ؟ ألم أنهك عن هذا ؟ فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فزبره ، فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها رجل أكثر نادياً مني ، فأنزل الله { فليدع ناديه سندع الزبانية } قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله .
وأخرج ابن جرير والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه ، فأنزل الله { اقرأ باسم ربك الذي خلق } حتى بلغ هذه الآية { لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية } فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقيل : ما يمنعك ؟ فقال : «قد اسودّ ما بيني وبينه . قال ابن عباس : والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه » .
وأخرج البزار والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال : كنت يوماً في المسجد فأقبل أبو جهل فقال : إن لله عليّ إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على رقبته . فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى دخلت عليه ، فأخبرته بقول أبي جهل . فخرج غضبان حتى جاء المسجد ، فعجل أن يدخل الباب فاقتحم الحائط . فقلت هذا يوم شرّ فاتزرت ثم تبعته ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فلما بلغ شأن أبي جهل { كلا إن الإِنسان ليطغى } قال إنسان لأبي جهل : يا أبا الحكم هذا محمد .
فقال أبو جهل : ألا ترون ما أرى ؟ والله لقد سد أفق السماء عليّ . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد .
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه إلا بين أظهركم ؟ قالوا : نعم . فقال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته . قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقيل له : ما لك ؟ قال : إن بيني وبينه خندقاً من نار وهؤلاء أجنحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً » قال : وأنزل الله { كلا إن الإِنسان ليطغى } إلى آخر السورة يعني أبا جهل { فليدع ناديه } يعني قومه { سندع الزبانية } يعني الملائكة .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } قال : أبو جهل بن هشام ، حيث رمى رسول الله بالسلا على ظهره وهو ساجد لله عز وجل .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله : { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } قال : نزلت في عدوّ الله أبي جهل ، وذلك أنه قال : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على عنقه ، فأنزل الله { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } قال : محمداً { أرأيت إن كذب وتولى } يعني بذلك أبا جهل { فليدع ناديه } قال : قومه وحيه { سندع الزبانية } قال : الزبانية في كلام العرب الشرط .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } قال : أبو جهل نهى محمداً إذا صلى { فليدع ناديه } قال : عشيرته { سندع الزبانية } قال : الملائكة .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { لنسفعن } قال : لنأخذن .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث قال : الزبانية أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.