قوله : { سَنَدْعُ الزبانية } .
قال الزمخشري{[60565]} : «والزبانية في كلام العرب : الشرط ، الواحد : زبنية ، كعفرية من الزَّبن ، وهو الدَّفع .
وقيل : زبني ، وكأنه نسب إلى الزبن ، ثم غير للنسب ، كقولهم : أمسيّ ، وأصله : زباني ، فقيل : «زبانية » على التعويض » .
وقال عيسى بن عمر والأخفش : واحدهم زابن .
وقيل : هو اسم جمع لا واحد له من لفظه ، كعباديد ، وشماطيط ، وأبابيل ، والحاصل : أن المادة تدل على الدفع .
5261- مَطَاعِيمُ في القُصْوَى مَطَاعِينُ في الوَغَى*** زَبَانِيَةٌ غُلبٌ عِظامٌ حُلومُهَا{[60566]}
5262- ومُسْتعْجِبٍ ممَّا يَرَى مِنْ أنَاتِنَا *** ولوْ زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ{[60567]}
[ قال عتبة : زبَنَتْنا الحرب ، وزبنَّاها ، ومنه الزبون ، لأنه يدفع من بائع إلى آخر .
وقال أبو الليث السمرقندي رحمه الله : ومنه المزابنة في البيع ؛ لأنهم يعملون بأرجلهم ، كما يعملون بأيديهم ]{[60568]} .
وقرأ العامة : «سَندْعُ » بنون العظمة ، ولم ترسم بالواو ، وتقدم نظيره ، نحو { يَدْعُ الداع } [ القمر : 6 ] .
وقرأ ابن أبي عبلة{[60569]} : «سيُدْعَى الزبانيةُ » مبنياً للمفعول ورفع «الزبانية » لقيامها مقام الفاعل .
قال ابن عباس : الملائكة الغلاظ الشداد ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة وبلغ إلى قوله تعالى : { لَنَسْفَعاً بالناصية } قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك ، قال الله تعالى : { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزبانية } فلما ذكر الزبانية رجع فزعاً ، فقيل له : أخشيت منه ؟ .
قال : لا ، ولكن رأيت عنده فارساً ، فهددني بالزبانية فما أدري ما الزبانية ؛ ومال إليَّ الفارس ، فخشيت منه أن يأكلني .
قال ابن عباس - رضي الله عنه - : والله لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته . خرجه الترمذي بمعناه{[60570]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.