فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

{ سَنَدْعُ الزبانية } أي الملائكة الغلاظ الشداد ، كذا قال الزجاج . قال الكسائي والأخفش وعيسى بن عمر : واحدهم زابن . وقال أبو عبيدة : زبنية ، وقيل : زباني ، وقيل : هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه كعباديد وأبابيل . وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب ، وأصل الزبن الدفع ، ومنه قول الشاعر :

ومستعجب مما يرى من أناتنا *** ولو زبنته الحرب لم يترمرم

والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتدّ بطشه ، ومنه قول الشاعر :

مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى *** زبانية غلب عظام حلومها

قرأ الجمهور { سَنَدْعُ } بالنون ، ولم ترسم الواو كما في قوله : { يَوْمَ يَدْعُو الدّاع } [ القمر : 6 ] وقرأ ابن أبي عبلة «سيدعى » على البناء للمفعول ورفع الزبانية على النيابة .

/خ19