{ سندع الزبانية } {[1727]} أي الملائكة الغلاظ الشداد ، وهم خزنة جهنم ، كذا قال الزجاج ، وقال الكسائي والأخفش وعيسى بن عمر : واحدهم زابن ، وقال أبو عبيدة : زبنية{[1728]} وقيل : زباني ، بتشديد الياء ، وقيل : هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه كعباديد وأبابيل ، وقال قتادة : هم الشرط{[1729]} في كلام العرب ، وأصل الزبن الدفع ، والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه .
قرأ الجمهور : سندع بالنون ، ولم يرسم الواو كما في قوله { يوم يدع الداع } وقرئ سيدعى على البناء للمفعول ، ورفع الزبانية على النيابة ، والسين في { سندع } ليست للشك فإنه من الله واجب ؛ لأنه ينتقم لرسوله من عدوه .
وعن ابن عباس قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا ، إنك لتعلم أن ما بها رجل أكثر ناديا مني ، فأنزل الله هذه الآية ، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي ، فقيل : ما يمنعك ؟ فقال : قد اسود ما بيني وبينه ، قال ابن عباس : والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه " أخرجه أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وغيرهم{[1730]} .
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي وغيرهم عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالوا : نعم . قال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأن على رقبته ، قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيده ، فقيل له : مالك ؟ فقال : إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا . قال : وأنزل الله { كلا إن الإنسان ليطغى } إلى آخر السورة يعني أبا جهل { فليدع ناديه } يعني قومه { سندع الزبانية } يعني الملائكة{[1731]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.