السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

{ سندع } أي : بوعد لا خلف فيه { الزبانية } قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد زبانية جهنم ، سموا بها لأنهم يدفعون أهل النار إليها بشدّة ، جمع زبني ، مأخوذ من الزبن ، وهو الدفع . وقال الزمخشري : الزبانية في كلام العرب الشُّرط ، الواحد زبنية . وقال الزجاج : هم الملائكة الغلاظ الشداد . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله تعالى . وروي «أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة وبلغ إلى قوله تعالى : { لنسفعاً بالناصية } قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك » . قال الله تعالى : { فليدع ناديه سندع الزبانية } فلما ذكر الزبانية رجع فزعاً ، فقيل له : خشيت منه ؟ قال : لا ولكن رأيت عنده فارساً وهدّدني بالزبانية ، فلا أدري الزبانية ، ومال إليّ الفارس فخشيت منه أن يأكلني . قال ابن عباس رضي الله عنهما : والله لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته » .