تطلع على الأفئدة : القلوب التي استقرت فيها العقائد الفاسدة .
أي : التي يبلغ ألمها ووجعها إلى القلوب فتحرقها .
وقد قيل : إن معنى الاطلاع ههنا المعرفة والعلم ، أي أن هذه النار تعرف ما في الأفئدة ، فتأخذ من تعرفهم أهلا لها من أهل الوجدان الخبيث ، والنار التي تعرف من يستحق العذاب بها لا تكون من النيران المعروفة لنا في الدنيا بالضرورةii .
وقال محمد بن كعب : تأكل كل شيء من جسده ، حتى إذا بلغت فؤاده ، حذو حلقة ، ترجع على جسدهiii .
{ التي تطلع على الأفئدة } قال محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقا جديدا ، فرجعت تأكلهم . وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم إذا صدروا تعود ، فذلك قوله تعالى : { نار الله الموقدة . التي تطلع على الأفئدة } " . وخص الأفئدة ؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه . أي إنه في حال من يموت وهم لا يموتون ، كما قال الله تعالى : { لا يموت فيها ولا يحيى }{[16369]} [ طه : 74 ] فهم إذاً أحياء في معنى الأموات . وقيل : معنى { تطلع على الأفئدة } أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الأمارة الدالة عليه . ويقال : اطلع فلان على كذا : أي علمه . وقد قال الله تعالى : { تدعوا من أدبر وتولى }{[16370]} [ المعارج : 17 ] . وقال تعالى : { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا }{[16371]} [ الفرقان : 12 ] . فوصفها بهذا ، فلا يبعد أن توصف بالعلم .
ولما وصف الهامز الهازم ، وصف الحاطم ، فقال تعالى : { التي } ولما كان لا يطلع على أحوال الشيء إلا من قبله علماً قال : { تطلع } اطلاعاً شديداً { على الأفئدة * } جمع فؤاد ، وهو القلب الذي يكاد يحترق من شدة ذكائه ، فكان ينبغي أن يجعل ذكاءه في أسباب الخلاص ، واطلاعها عليه بأن تعلو وسطه ، وتشتمل عليه اشتمالاً بالغاً ، سمي بذلك لشدة توقده ، وخص بالذكر ؛ لأنه ألطف ما في البدن ، وأشده تألماً بأدنى شيء من الأذى ، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة ، ومعدن حب المال الذي هو منشأ الفساد والضلال ، وعنه تصدر الأفعال القبيحة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.