السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ} (7)

{ التي تطلع } أي : إطلاعاً شديداً { على الأفئدة } جمع فؤاد ، وهو القلب الذي يكاد يحترق من شدّة ذكائه ، فكان ينبغي أن يجعل ذكاءه في أسباب الخلاص ، واطلاعها عليه بأن تعلو وسطه وتشتمل عليه اشتمالاً بليغاً ، سُمِّيَ بذلك لشدّة توقدّه ؛ وخُصَّ ؛ لأنه ألطف ما في البدن ، وأشدّ تألماً بأدنى شيء من الأذى ، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة ، ومعدن حبّ المال الذي هو منشأ حبّ الفساد والضلال ، وعنه تصدر الأفعال القبيحة . وقيل : معنى { تطلع على الأفئدة } أي : تعمل ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، يقال : اطلع على كذا ، أي : علمه .