اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ} (7)

قوله : { التي تَطَّلِعُ } يجوز أن تكون تابعة ل «نارُ اللهِ » ، وأن تكون مقطوعة .

قال محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقاً جديداً ، فرجعت تأكلهم ، وكذلك روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إنَّ النار تأكل أهلها ، حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت ، ثُمَّ إذا صدروا تعود ، فلذلك قوله تعالى : { نَارُ الله الموقدة التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة }{[60840]} وخص الأفئدة ؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، أي : إنه في حال من يموت ، وهم لا يموتون ، كما قال تعالى : { لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى } [ طه : 74 ] فهم إذاً أحياءٌ ، في معنى الأموات .

وقيل : معنى { تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } أي : تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وكذلك بما استبقاه الله - تعالى - من الأمارة الدَّالة عليه ، ويقال : اطَّلَع فلان على كذا : أي : علمه ، [ وقد قال تعالى : { تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وتولى } [ المعارج : 17 ] .

وقال تعالى : { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }{[60841]} [ الفرقان : 12 ] .


[60840]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/126).
[60841]:سقط من: أ.