قوله : { التي تَطَّلِعُ } يجوز أن تكون تابعة ل «نارُ اللهِ » ، وأن تكون مقطوعة .
قال محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقاً جديداً ، فرجعت تأكلهم ، وكذلك روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إنَّ النار تأكل أهلها ، حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت ، ثُمَّ إذا صدروا تعود ، فلذلك قوله تعالى : { نَارُ الله الموقدة التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة }{[60840]} وخص الأفئدة ؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، أي : إنه في حال من يموت ، وهم لا يموتون ، كما قال تعالى : { لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى } [ طه : 74 ] فهم إذاً أحياءٌ ، في معنى الأموات .
وقيل : معنى { تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } أي : تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وكذلك بما استبقاه الله - تعالى - من الأمارة الدَّالة عليه ، ويقال : اطَّلَع فلان على كذا : أي : علمه ، [ وقد قال تعالى : { تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وتولى } [ المعارج : 17 ] .
وقال تعالى : { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }{[60841]} [ الفرقان : 12 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.