فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ} (7)

{ التي تطلع على الأفئدة } أي يخلص حرها إلى القلوب فيعلوها ويغشاها ، وخص الأفئدة بالذكر مع كونها تغشى جميع أبدانها ؛ لأنها محل العقائد الزائغة ، والنيات الخبيثة ، ومنشأ الأعمال السيئة ، أو لكون الألم إذا وصل إليها مات صاحبها ؛ لأن الفؤاد ألطف ما في الجسد ، وأشد تألما بأدنى أذى يمسه ، أي إنهم في حال من يموت وهم لا يموتون ، كما قال تعالى { لا يموت فيها ولا يحيى } وقيل : المعنى أنها تعلم بمقدار ما يستحقه كل واحد من العذاب ، وذلك بأمارات عرفها الله بها .