تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (45)

{ و َنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ 45قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين 46 قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ 47 قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ 48 تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ 49 } .

المفردات :

إن ابني من أهلي : إن كنعان من أهلي ، وقد وعدتني بنجاتهم .

وإن وعدك الحق : الذي لا خلف فيه .

وأنت أحكم الحاكمين : أعلمهم وأعدلهم .

التفسير :

45 { و َنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ } .

أي : استبدت العاطفة البشرية بنوح عليه السلام ؛ فسأل ربه سؤال تسليم وكشف عن حال ولده ؛ فقال في استعطاف ورجاء : رب ، إن ابني كنعان من أهلي ، وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يتخلف ، وأنت أحكم الحاكمين ، وأعدلهم بالحق .

جاء في تفسير القاسمي :

وإنما قال نوح ذلك أي : { رب ، إن ابني من أهلي . . . } الخ ؛ لفهمه من الأهل ذوي القرابة الصورية ، والرحم النسبية ، وغفل لفرط التأسف على ابنه ، عن قوله سبحانه : { إلا من سبق عليه القول } . ولم يتحقق أن ابنه ممن سبق عليه القول . 41