سورة ( الفتح ) مدنية ، نزلت في الطريق بين مكة والمدينة عند الانصراف من الحديبية ، وآياتها 29 آية ، نزلت بعد سورة الجمعة .
ونلمح في بداية السورة فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وآثار نعمائه على المسلمين .
وقد سبقتها في ترتيب المصحف سورة ( محمد ) التي وصفت ظلم المشركين والمنافقين ، وحرضت المسلمين على الجهاد ، وحذرتهم من الخنوع والبعد عن طاعة الله .
وقد نزلت سورة ( محمد ) في الفترة الأولى من حياة المسلمين بالمدينة ، أما سورة ( الفتح ) فقد نزلت في العام السادس من الهجرة ، وكان عود المسلمين قد اشتد ، وقوتهم قد زادت ، وظهر أثر ذلك في بيعة الرضوان التي تمت تحت الشجرة على التضحية والفداء .
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام في أصحابه ، آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون عدوا ، فاستبشر صلى الله عليه وسلم بذلك وأخبر أصحابه فاستبشروا وفرحوا واستعدوا لزيارة البيت الحرام معتمرين . ( وفي ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا لا يريد حربا ، واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه ، وهو يخشى من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت )1 . وتخلف كثير من الأعراب عن مرافقته ظنا بأن الحرب لابد واقعة بينه وبين قريش ، ( فخرج رسول الله بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من العرب ، وساق معه الهدي سبعين بدنة ، وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه ، وليعلموا أنه إنما خرج زائرا للبيت ومعظما له )2 .
واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم ، وأخذ معه من نسائه أم سلمة ، وسار معه ألف وخمسمائة من المسلمين معتمرين وسيوفهم مغمدة في قربها ، فلما أصبحوا على مسيرة مرحلتين3 من مكة لقي النبي بشر بن سفيان ، فأنبأه نبأ قريش قائلا : يا رسول الله ، هذه قريش علمت بمسيرك ، فخرجوا عازمين على طول الإقامة ، وقد نزلوا بذي طوى يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا ويح قريش ، قد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس ، فإن أصابوني كان الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله دخلوا في الإسلام وافرين ؟ والله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به ، حتى يظهره الله أو تنفرد مني هذه السالفة )4 .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يتجنب الحرب مع قريش ، لأنه خرج متنسكا معظما للبيت لا للحرب .
وأرسلت قريش مندوبين عنها ، فأعلمهم النبي أنه لم يأت محاربا ، وإنما جاء معتمرا معظما للبيت .
وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أهل مكة ليخبرهم بمقصد المسلمين ، فقال لهم : إنا لم نأت لقتل أحد ، وإنا جئنا زوارا لهذا البيت ، معظمين لحرمته ولا نريد إلا العمرة ، فأبت قريش أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه مكة ، وأذنت لعثمان أن يطوف بالبيت ، فقال : لا أطوف ورسول الله ممنوع ، فاحتبست قريش عثمان فشاع عند المسلمين أن عثمان قد قتل ، فقال صلى الله عليه وسلم حينما سمع ذلك : ( لا نبرح حتى نناجزهم الحرب ) .
دعا النبي الناس للبيعة على القتال ، فبايعوه تحت شجرة هناك سميت : ( شجرة الرضوان ) على الموت وقد بارك الله هذه البيعة وأعلن رضاه عن أهلها فقال سبحانه : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . . . } ( الفتح : 18 ) .
علمت قريش بخبر هذه البيعة فاشتد خوفها ، وقويت رغبتها في الصلح ، وأرسلت سهيل بن عمر ليفاوض المسلمين بشأن الصلح ، وتوصل الطرفان إلى معاهدة مشتركة سميت بصلح الحديبية ، وأهم شروط هذا الصلح ما يأتي :
1- وضع الحرب بين المسلمين وقريش عشر سنين .
2- من جاء إلى محمد من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريشا من المسلمين لا يلزمون برده .
3- من أراد أن يدخل في حلف محمد دخل فيه ، ومن أراد أن يدخل في حلف قريش دخل فيه .
4- أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غير عمرة هذا العام ، ثم يأتي في العام المقبل فيدخل مكة بأصحابه ، ويقيموا بها ثلاثة أيام ليس معهم من السلاح إلا السيوف في القراب .
وقد كان هذا الصلح مثار اعتراض من بعض كبار المسلمين لأنهم جاءوا للطواف بالبيت فمنعوا من ذلك ، وهم في حال قوة واستعداد لمحاربة قريش ، كما أن شروط الصلح أثارت غضب المسلمين ، فقال عمر ابن الخطاب : يا رسول الله ، ألست برسول الله ؟ فقال : ( بلى ) ، قال عمر : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : ( بلى ) ، قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا عبد الله ورسوله ، لن أخالف أمره ولن يضيعني ) .
ولكن أبا بكر أكثر الناس وثوقا بما اختاره النبي ، وبأن الحكمة والخيرة في اختياره .
ثم وقع الطوفان على الصلح ، وبعد ذلك توافدت قبيلة خزاعة فدخلت في عهد رسول الله ، وتوافدت قبيلة بكر فدخلت في حلف قريش ، وقد كان لهذا الصلح أكبر الأثر في سير الدعوة الإسلامية ، فقد اعترفت قريش بالمسلمين ، كما سمحت لهم بدخول مكة في العام القادم ، ولما دخلوا مكة شاهدهم أهلها وسمعوا لقولهم ورأوا عبادتهم فتفتحت قلوبهم للإسلام ، وقد فتحت مكة بعد عمرة القضاء بسنة واحدة ، إذ كان صلح الحديبية سنة 6 ه ، وعمرة القضاء سنة 7 ه ، وفتح مكة سنة 8 ه ، كما أن هذا الصلح يسر للمسلمين نشر الدعوة وشرح الفكرة ، ودعوة الناس إلى الإسلام ، ومكاتبة الرسل والملوك .
نزلت سورة الفتح في أعقاب صلح الحديبية فباركت هذا الصلح ، وجعلته فتحا مبينا ، وبشرت النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة والنصر وإتمام النعمة ، وقد فرح النبي الكريم بهذه السورة فرحا شديدا ( انظر الآيات 1-3 ) .
واشتملت السورة على بيان فضل الله على المسلمين حين أنزل السكينة والأمان والرضا في قلوبهم ، كما اعترفت السورة للمؤمنين بزيادة الإيمان ورسوخه ، وبشرتهم بالمغفرة والثواب .
وتوعدت السورة المنافقين والكفار بالعذاب والنكال ( انظر الآيات 4-6 ) ، ثم التنويه ببيعة الرضوان ، واعتبارها بيعة الله ، وربط قلوب المؤمنين مباشرة بربهم عن هذا الطريق بهذا الرباط المتصل مباشرة بالله الحي الباقي الذي لا يموت ( الآية : 10 ) .
وبمناسبة البيعة والنكث ، التفت السياق إلى الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج ، ليفضح معاذيرهم ، ويكشف ما جال في خواطرهم من سوء الظن بالله ، ومن توقع السوء للرسول ومن معه ، ويوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما ينبغي أن يكون موقفه منهم في المستقبل ، وذلك في أسلوب يوحي بقوة المسلمين وضعف المخلّفين ، كما يوحي بأن هناك غنائم وفتوحا قريبة يسيل لها لعاب المخلّفين المتباطئين ( انظر الآيات 11-17 ) .
كان الربع الثاني من سورة الفتح تمجيدا لهؤلاء الصفوة من الرجال ، وتسجيلا لرضوان الله عليهم حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، والله عز وجل حاضر هذه البيعة وشاهدها وموثقها ، ويده فوق أيديهم فيها ، تلك المجموعة التي حظيت بتلك اللحظة القدسية وذلك التبليغ الإلهي : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } . ( الفتح : 18 ) .
تلك المجموعة التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها عند البيعة : ( أنتم اليوم خير أهل الأرض )5 .
تبدأ الآيات ( 18-29 ) بحديث من الله سبحانه وتعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الصفوة الذين بايعوا تحت الشجرة ، ثم بحديث مع هؤلاء الصفوة يبشرهم بما أعد لهم من مغانم كثيرة وفتوح ، وبما أحاطهم به من رعاية وحماية في هذه الرحلة وفيما سيتلوها ، ويندد بأعدائهم الذين كفروا تنديدا شديدا ، ويكشف لهم عن حكمته في اختيار الصلح والمهادنة في هذا العام ، ويؤكد لهم صدق الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دخول المسجد الحرام ، وأن المسلمين سيدخلونه آمنين لا يخافون ، وأن دينه سيظهر على الدين كله في الأرض جميعا .
لقد صدقت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحقق وعد الله للمسلمين بدخول المسجد الحرام آمنين ، ثم كان الفتح في العام الذي يليه ، وظهر دين الله في مكة ، ثم ظهر في الجزيرة العربية كلها بعد ذلك ، ثم تحقق وعد الله وبشراه الأخيرة ، حيث يقول : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا } . ( الفتح : 28 ) . فلقد ظهر دين الحق لا في الجزيرة وحدها ، بل ظهر في المعمور من الأرض كلها قبل مضي نصف قرن من الزمان ، ظهر في إمبراطورية كسرى كلها ، وفي قسم كبير من إمبراطورية قيصر ، وظهر في الهند وفي الصين ، ثم في جنوب آسيا في الملايو وغيرها ، وفي جزر الهند الشرقية ( أندونيسيا ) ، وكان هذا هو معظم المعمور من الأرض في القرن السادس ومنتصف القرن السابع الميلادي .
ولا يزال دين الحق ظاهرا على الدين كله حتى بعد انحساره السياسي عن جزء كبير من الأرض التي فتحها ، وبخاصة في أوربا وجزر البحر الأبيض ، وانحسار قوة أهله في الأرض كلها بالقياس إلى القوى التي ظهرت في الشرق والغرب في هذا الزمان .
أجل لا يزال دين الحق ظاهرا على الدين كله من حيث هو دين ، فهو الدين القوي بذاته ، القوي بطبيعته ، الزاحف بلا سيف ولا مدفع من أهله ، لما في طبيعته من استقامة مع الفطرة ، ومع نواميس الوجود الأصلية ، ولما فيه من تلبية عميقة لحاجات العقل والروح ، وحاجات العمران والتقدم ، وحاجات البيئات المتنوعة من ساكني الأكواخ إلى ساكني ناطحات السحاب ، وما من صاحب دين غير الإسلام ينظر في الإسلام نظرة مجردة من التعصب والهوى ، إلا ويقر باستقامة هذا الدين وقوته الكامنة ، وقدرته على قيادة البشرية قيادة رشيدة ، وتلبية حاجاتها النامية المتطورة في يسر واستقامة .
في ختام سورة الفتح نجد صورة مشرقة للنبي الكريم وصحبه الأبرار ، فهم أقوياء في الحق ، أشداء على الكفار رحماء بينهم ، وهم في الباطن أقوياء في العقيدة يملأ صدورهم اليقين ، فتراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا .
وقد ظهر نور الإيمان عليهم في سمتهم وسحنتهم وسماتهم ، سيماهم في وجوههم من الوضاءة والإشراق والصفاء والشفافية ، هذه الصورة الوضيئة ثابتة لهم في لوحة القدر ، فقد وردت صفتهم في التوراة التي أنزلها الله على موسى .
أما صفتهم في الإنجيل فهي صورة زرع نام قوي ، يخرج فروعه بجواره ، وهذه الفروع تشد أزره وتساعده حتى يصبح الزرع ضخما مستقيما قويا سويا ، يبعث في النفوس البهجة والإعجاب .
قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( 29 ) } . ( الفتح : 29 ) .
معظم مقصود سورة الفتح هو : وعد الله الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح والغفران ، وإنزال السكينة على أهل الإيمان ، وإيعاد المنافقين بعذاب الجحيم ، ووعد المؤمنين بنعيم الجنان ، والثناء على سيد المرسلين ، وذكر العهد وبيعة الرضوان ، وذكر ما للمنافقين من الخذلان ، وبيان عذر المعذورين ، والمنة على الصحابة بالنصر ، وصدق رؤيا سيد المرسلين ، وتمثيل حال النبي والصحابة بالزرع والزراع وفي البهجة والنضارة وحسن الشأن6 .
روى مسلم ، عن أنس ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : لما نزلت سورة الفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد أنزل علي سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها )7 .
الفتح : الفتح في أصل اللغة : إزالة الأغلاق ، والفتح في باب الجهاد هو الظفر بالبلد عنوة أو صلحا ، بحرب أو بغير ذلك ، لأن البلد قبل ذلك منغلق ما لم نظفر به ، فإذا ظفرنا به وأصبح في أيدينا فقد فتح . والمراد بالفتح هنا في رأي الجمهور : صلح الحديبية ، وقال جماعة : المراد فتح مكة ، وقد بشر الله تعالى به رسوله الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين قبل حصوله .
مبينا : ظاهر الأمر ، مكشوف الحال .
1- { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } .
يسرنا لك صلح الحديبية ، وفيه اعتراف بالمسلمين كقوة محترمة يتعاهد معها ، وفي صلح الحديبية أوقفت الحرب بين المسلمين وأهل مكة ، فتحرك الناس في جزيرة العرب آمنين ، ودخل في الإسلام خلق كثير ، ويسر صلح الحديبية عمرة القضاء ، وفيها اختلط المسلمون بأهل مكة عن قرب ، وشاهدوهم وناقشوهم ، وكان ذلك سببا من أسباب تيسير فتح مكة .
وجمهور المفسرين على أن المراد بالآية صلح الحديبية ، وكان اعتراض البعض أن المسلمين في صلح الحديبية قد منعوا من أداء العمرة ، ومُنع الهَدْي من الوصول إلى الكعبة وذبح عند الحديبية ، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية صلح الحديبية ، حين طلب أهل مكة الصلح ورغبوا فيه ، وأحسوا بقوة المسلمين بسبب بيعة الرضوان التي تمت تحت الشجرة ، وبايع المسلمون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وعلى ألا يفروا ، ثم عاد المسلمون وافرين سالمين إلى المدينة ، ليتيسر لهم فتح خيبر وإزالة حصون اليهود القوية ، ثم يتيسر لهم فتح مكة بعد عامين ، وهم في جيش يزيد على عشرة آلاف مقاتل ، لقد كان صلح الحديبية من أكبر وأهم نقاط الارتكاز للأمة الإسلامية الناشئة ، فما أعظم أن تطلب مكة الصلح ، على أن يعود المسلمون إلى المدينة هذا العام ، ثم يقدموا إلى مكة في العام القادم -ومعهم السيوف في قرابها- ليؤدوا عمرة القضاء ، وكأن هذا الأمر ترتيب الله ، والإعداد للفتح الأكبر .
وبعض المفسرين يرى أن السورة نزلت عند انصراف الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديبية لتبشره بفتح مكة ، أو بفتح خيبر ، ولتعظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وتبين أنه يستحق نعم الله تعالى عليه في الدنيا والآخرة .