مكية إلا { وأقم الصلاة } الآية وإلا { فلعلك تارك } الآية و{ أولئك يؤمنون به } الآية مائة وثنتان أو ثلاث وعشرون آية ، وكلماتها ألف وسبعمائة وخمس عشرة ، وحروفها سبعة آلاف وستمائة وخمسة أحرف . وعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، عجل إليك الشيب ؟ قال : " شيبتني هود وأخواتها . الحاقة والواقعة وعمّ يتساءلون هل أتاك حديث الغاشية " .
{ بسم الله } أي : الذي له تمام العلم وكمال الحكمة وجميع القدرة { الرحمن } لجميع خلقه بعموم البشارة والنذارة { الرحيم } لأهل ولايته بالحفظ في سلوك سبيله .
{ الر كتاب } مبتدأ وخبر ، أو كتاب خبر مبتدأ محذوف ، وتقدم الكلام على أوائل السور أول سورة البقرة . وقرأ أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي بالإمالة ، والباقون بالفتح . وقوله تعالى : { أحكمت آياته } صفة للكتاب وفسر الأحكام بوجوه :
الأوّل : أحكمت آياته ، أي : نظمت نظماً محكماً لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم المرصف ، ولا يعتريه إخلال من جهة اللفظ ، والمعنى : ولا يستطيع أحد نقض شيء منه ولا الطعن في شيء من بلاغته أو فصاحته .
الثاني : أنّ الأحكام عبارة عن منع الفساد من الشيء فقوله : { أحكمت آياته } أي : لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع به كما قال ابن عباس .
الثالث : أنها أحكمت بالحجج والدلائل ، أو جعلت حكيمة منقول من حكم بالضم إذا صار حكيماً ؛ لأنها مشتملة على أمهات الحكم النظرية والعملية وقوله تعالى : { ثم فصلت } صفة أخرى للكتاب ، أي : بينت بالأحكام والقصص والمواعظ والأخبار ، وبالإنزال نجماً نجماً ، أو فصل فيها ولخص ما يحتاج إليه ، أو بجعلها سوراً .
وقال الحسن أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالوعد والوعيد .
تنبيه : معنى ثم في قوله : { ثم فصلت } ليس للتراخي في الوقت لكن في الحال كما تقول : هي محكمة أحسن الإحكام ثم مفصلة أحسن التفصيل وفلان كريم الأصل ثم كريم الفعل . وقوله تعالى { من لدن حكيم خبير } أي : الله تعالى صفة أخرى للكتاب ، والتقدير : الر كتاب من حكيم خبير أو خبر بعد خبر والتقدير : الر من لدن حكيم خبير أو صلة لأحكمت وفصلت ، أي : أحكمت وفصلت من لدن حكيم خبير . وعلى هذا التقدير قد حصل بين أوائل هذه السورة وبين آخرها مناسبة لطيفة ، كأنه يقول تعالى : أحكمت آياته من لدن حكيم وفصلت من لدن خبير عالم بكيفيات الأمور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.