السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (118)

ولما بين تعالى ما يحل ويحرم لأهل الإسلام ، أتبعه ببيان ما يخص اليهودية من المحرمات بقوله تعالى : { وعلى الذين هادوا } ، أي : اليهود ، { حرّمنا } عليهم عقوبة لهم بعداوتهم وكذبهم على ربهم ، { ما قصصنا عليك } يا أجل المرسلين ، { من قبل } ، أي : في سورة الأنعام ، وهو قوله تعالى : { وعلى الذين هادوا حرّمنا كل ذي ظفر } [ الأنعام ، 146 ] الآية . { وما ظلمناهم } ، أي : بتحريم ذلك عليهم ، { ولكن كانوا } ، أي : دائماً طبعاً لهم وخلقاً مستمرًّا ، { أنفسهم } ، خاصة ، { يظلمون } بالبغي والكفر ، فضيقنا عليهم معاملة بالعدل ، وعاملناكم أنتم حيث ظلمتم بالفضل ، فاشكروا النعمة واحذروا غوائل النقمة .