السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (111)

{ يوم } ، أي : اذكر يوم { تأتي كل نفس } ، أي : وإن عظم جرمها { تجادل } ، أي : تحاجج { عن نفسها } ، أي : لا يهمها غيرها ، وهو يوم القيامة . فإن قيل : ما معنى النفس المضافة إلى النفس ؟ أجيب : بأنه يقال لعين الشيء وذاته نفسه ، وفي نقيضه غيره ، والنفس الجملة كما هي ، فالنفس الأولى هي الجملة ، والثانية عينها وذاتها ، فكأنه قيل : يوم يأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره ، كلٌ يقول : نفسي نفسي ، ومعنى المجادلة عنها الاعتذار عنها كقولهم : هؤلاء الذين أضلونا وما كنا مشركين . { وتوفى كل نفس } ، صالحة أو غير صالحة ، { ما عملت } ، أي : جزاءه من جنسه ، { وهم لا يظلمون } ، أي : شيئاً .