اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ نَافِلَةٗۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا صَٰلِحِينَ} (72)

قوله : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } . قال مجاهد وعطاء : النافلة العطية وكذل النفل ، ويسمى الرجل الكثير العطاء نوفلاً{[28986]} .

وقيل : الزيادة{[28987]} . وقيل : ولد الوالد{[28988]} .

فعلى الأول ينتصب انتصاب المصدر من معنى العامل وهو «وَهَبْنَا » لا من لفظه لأنّ الهبة والعطاء متقاربان فهي كالعاقبة والعافية{[28989]} . وعلى الآخرين ينتصب على الحال{[28990]} ، والمراد بها يعقوب . والنافلة مختصة بيعقوب على كل تقدير ، لأنّ إسحاق ولده لصلبه ، وهذا قول ابن عباس وأُبيّ بن كعب وابن زيد وقتادة{[28991]} .

قوله : { وَكُلاًّ } مفعول أول ل «جَعَلْنَا »{[28992]} و «صَالِحِينَ » هو الثاني توسط العامل بينهما ، والأصل : وجعلنا أي : صيرنا كلاًّ من إبراهيم ومن ذكر معه صالحين .


[28986]:انظر الفخر الرازي 22/190، البحر المحيط 6/329.
[28987]:انظر البحر المحيط 6/329.
[28988]:انظر الفخر الرازي 22/190، البحر المحيط 6/329.
[28989]:انظر التبيان 2/922، البحر المحيط 6/329.
[28990]:المرجعان السابقان.
[28991]:انظر الفخر الرازي 33/190.
[28992]:انظر التبيان 2/922.