السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ} (116)

ثم نزّه سبحانه وتعالى نفسه عما يقوله ويصفه به المشركون بقوله تعالى : { فتعالى الله } أي : الذي له الجلال والجمال علواً كبيراً عن العبث ، وغيره مما لا يليق به { الملك } أي : المحيط بأهل مملكته علماً وقدرة وسياسة وحفظاً ورعاية { الحق } أي : الذي لا يتطرق الباطل إليه في شيء في ذاته ولا في صفاته فلا زوال له ولا لملكه { لا إله إلا هو } فلا يوجد له نظير أصلاً في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، فهو متعالٍ عن سمات النقص والعبث ، ثم زاد في التعيين والتأكيد والتفرد بوصفه بصفة لا يدعيها غيره بقوله تعالى : { رب العرش } أي : السرير المحيط بجميع الكائنات التي تنزل منه محكمات الأقضية والأحكام ولذا وصفه بالكرم فقال : { الكريم } أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين .