السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖ فَسۡـَٔلِ ٱلۡعَآدِّينَ} (113)

{ قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم } يشكون في ذلك . فإن قيل : كيف يصح في جوابهم أن يقولوا ذلك ، ولا يقع من أهل النار الكذب ؟ أجيب : بأنهم نسوا ذلك لكثرة ما هم فيه من الأهوال ، وقد اعترفوا بهذا النسيان حيث قالوا : { فاسأل العادين } أي : الملائكة المحصين أعمال الخلق وأعمارهم ؛ قال ابن عباس : أنساهم ما كانوا فيه من العذاب بين النفختين ، وقيل : قالوا ذلك تصغيراً للبثهم وتحقيراً له بالإضافة إلى ما وقعوا فيه من دوام العذاب قال بعضهم :

ألا أن أيام الشقاء طويلة *** كما أن أيام السرور قصار

وقرأ ابن كثير والكسائي بفتح السين وترك الهمز بعدها وكذا يفعل حمزة في الوقف والباقون بسكون السين وهمزة مفتوحة بعدها