السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وهي ثنتان أو أربع وستون آية .

{ بسم الله } الذي تمت كلمته فبهرت قدرته { الرحمن } الذي ظهرت الحقائق كلها بشمول رحمته { الرحيم } الذي شرف من اختاره بخدمته .

قوله تعالى : { سورة } خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه سورة أي : عظيمة أو سورة أنزلناها ، مبتدأ موصوف والخبر محذوف أي : فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها ، وقال الأخفش : لا يبعد الابتداء بالنكرة ، فسورة مبتدأ ، وأنزلناها خبره ، ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنوينها للتعظيم بقوله تعالى : { أنزلناها } أي : بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة { وفرضناها } أي : قدرنا ما فيها من الحدود ، وقيل : أوجبناها عليكم وعلى من بعدكم إلى قيام الساعة ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتشديد الراء لكثرة الفروض ، والباقون بالتخفيف { وأنزلنا فيها آيات } من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها { بينات } أي : واضحات الدلالة { لعلكم تذكرون } أي : تتعظون ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بتخفيف الذال والباقون بالتشديد .