فلما كانت النذارة إنما هي للمشركين ، أمر بضدّها لأضدادهم » بقوله تعالى :
{ واخفض جناحك } أي : لن غاية اللين وذلك لأنّ الطائر إذا أراد أن يرتفع رفع جناحيه ، وإذا أراد أن ينحط كسرهما وخفضهما فجعل ذلك مثلاً في التواضع ، ومنه قول بعضهم :
وأنت الشهير بخفض الجناح *** فلا تك في رفعه أجدلا
ينهاه عن التكبر بعد التواضع { لمن اتبعك من المؤمنين } أي : سواء كانوا من الأقربين أم من الأبعدين ، فإن قيل : المتبعون للرسول هم المؤمنون ؟ .
أجيب : بوجهين : أحدهما : أن تسميتهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين لمشارفتهم ذلك ، الثاني : أن يريد بالمؤمنين المصدّقين بألسنتهم وهم صنفان : صنف صدّق واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وصنف : ما وجد منه إلا التصديق فقط ، أما أن يكونوا منافقين أو فاسقين والفاسق والمنافق لا يخفض لهما الجناح فمن على هذا للتبعيض ، وإن أريد عموم الإتباع فهي للتبيين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.