السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (216)

واختلف في الواو في قوله تعالى : { فإن عصوك } على أوجه : أحدها : أنها ضمير الكفار ، أي : فإن عصاك الكفار في أمرك لهم بالتوحيد ، الثاني : أنها ضمير العشيرة ، وهذا أقرب كما جرى عليه السلف والجلال المحلي ، الثالث : أنها ضمير المؤمنين أي : فإن عصاك المؤمنون في فروع الإسلام وبعض الأحكام بعد تصديقك والإيمان برسالتك ، وهذا كما قال ابن عادل : في غاية البعد { فقل } أي : تاركاً لما كنت تعاملهم من اللين { إني بريء } أي : منفصل غاية الانفصال { مما تعملون } أي : من العصيان الذي أنذر منه القرآن .