السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية ، وألف ومائة وتسع وأربعون كلمة ، وأربعة آلاف وسبعمائة وتسعة وتسعون حرفاً .

{ بسم الله } أي : الذي كمل علمه فبهرت حكمته { الرحمان } الذي عمّ بالهداية بأوضح البيان { الرحيم } أي : الذي منّ بجنات النعيم على من اتبع الصراط المستقيم .

{ طس } قال ابن عباس : هو اسم من أسماء الله عز وجلّ ، وقد سبق الكلام في حروف الهجاء عليه ، وقرأ حمزة والكسائي وشعبة ، بإمالة الطاء ، والباقون بالفتح .

{ تلك } أي : هذه الآيات العالية المقام البعيدة المرام البديعة النظام { آيات القرآن } أي : الكامل في قرآنيته الجامع للأصول الناشر للفروع الذي لا خلل فيه ولا فصم ولا صدع ولا وصم { وكتاب مبين } أي : مظهر الحق من الباطل ، فإن قيل : كيف صح أن يشار لاثنين أحدهما مؤنث والآخر مذكر باسم الإشارة المؤنث ولو قلت تلك هند وزيد لم يجز ؟ .

أجيب من ثلاثة أوجه : أحدها : أنّ المراد بالكتاب هو الآيات لأنّ الكتاب عبارة عن الآيات المجموعة فلما كانا شيئاً واحدا صحت الإشارة إليهما بإشارة الواحد المؤنث ، الثاني : أنه على حذف مضاف أي : وآيات كتاب مبين ، الثالث : أنه لما ولي المؤنث ما تصح الإشارة به إليه اكتفى به وحسن ، ولو ولي المذكر لم يحسن ، ألا ترى أنك تقول جاءتني هند وزيد ولو أخرت هند لم يجز تأنيث الفعل ، وقرأ ابن كثير بالنقل وصلاً وابتداءً وحمزة في الوقف لا غير ، والباقون بغير نقل .