السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ} (24)

ولما كان الهدهد في خدمة أقرب أهل ذلك الزمان إلى الله تعالى فحصل له من النورانية ما هاله ، قال مستأنفاً : { وجدتها وقومها } أي : كلهم على ضلال كبير وذلك أنهم { يسجدون للشمس } مبتدئين ذلك { من دون الله } أي : من أدنى رتبة للملك الأعظم الذي لا مثل له { وزين لهم الشيطان أعمالهم } أي : هذه القبيحة حتى صاروا يظنونها حسنة ، ثم تسبب عن ذلك أنه أعماهم عن طريق الحق فلهذا قال { فصدّهم عن السبيل } أي : الذي لا سبيل إلى الله غيره ، وهو الذي بعث به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام ، ثم تسبب عن ذلك ضلالهم فلهذا قال { فهم } أي : بحيث { لا يهتدون } أي : لا يوجد لهم هدى بل هم في ضلال صرف وعمى محض .