السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ} (31)

{ ألا تعلو عليّ } قال ابن عباس : لا تتكبروا عليّ ، وقيل لا تتعظموا ولا تترفعوا عليّ ، أي : لا تمتنعوا عن الإجابة فإن ترك الإجابة من العلو والتكبر { وائتوني مسلمين } أي : منقادين خاضعين فهو من الاستسلام ، أو مؤمنين فهو من الإسلام ، فإن قيل : لم قدم سليمان اسمه على البسملة ؟ أجيب : بأنه لم يقع منه ذلك بل ابتدأ الكتاب بالبسملة وإنما كتب اسمه عنواناً بعد ختمه لأنّ بلقيس إنما عرفت كونه من سليمان بقراءة عنوانه كما هو المعهود ، ولذلك قالت : { إنه بسم الله الرحمان الرحيم } أي : إنّ الكتاب ، فالتقديم واقع في حكاية الحال ، واعلم أن قوله : { بسم الله الرحمان الرحيم } مشتمل على إثبات الصانع وإثبات كونه عالماً قادراً حياً مريداً حكيماً رحيماً قال الطيبي : وقال القاضي : هذا كلام في غاية الوجازة مع إثبات كمال الصانع وإثبات كمال الدلالة على المقصود لاشتماله على البسملة الدالة على ذات الإله وصفاته صريحاً أو التزاماً ، والنهي عن الترفع الذي هو أمّ الرذائل ، والأمر بالإسلام الذي هو جامع لأمّهات الفضائل .