السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

{ وجحدوا بها } أي : أنكروا كونها آيات موجبات لصدقه مع علمهم بإبطالهم لأنّ الجحود الإنكار مع العلم { واستيقنتها أنفسهم } أي : علموا أنها من عند الله تعالى وتخلل علمها صميم قلوبهم ، فكانت ألسنتهم مخالفة لما في قلوبهم ولذلك أسند الاستيقان إلى النفس ، ثم علل جحدهم ووصفهم لها بخلاف وصفها بقوله تعالى : { ظلماً وعلواً } أي : شركاء وتكبراً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى { فانظر } يا أشرف الخلق { كيف كان عاقبة المفسدين } وهو الإغراق في الدنيا بأيسر سعي وأيسر أمر ، فلم يبق منهم عين تطرف ولم يرجع منهم مخبر على كثرتهم وعظمتهم وقوتهم ، والإحراق في الآخرة بالنار المؤبدة .