{ ألا يسجدوا لله } أي : أن يسجدوا له ، فزيدت لا وأدغم فيها نون أن ، كما في قوله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب } ( الحديد : 29 ) والجملة في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى ، هذا إذا قرئ بالتشديد وهي قراءة غير الكسائي ، وأمّا الكسائي : فقرأ بتخفيف ألا فألا فيها تنبيه واستفتاح وما بعدها حرف نداء ومناداه محذوف كما حذفه من قال :
ألايا اسلمي يا دار ميّ على البلى *** ولا زال منهلاً بجرعائك القطر
ويقف الكسائي على ألا ، وعلى يا ، وعلى اسجدوا ، وإذا ابتدأ اسجدوا ابتدأ بالضم ، ثم وصف الله تعالى بما يوجب اختصاصه باستحقاق السجود من الاتصاف بكمال القدرة والعلم حثاً على السجود له وردّاً على من يسجد لغيره سبحانه وتعالى بقوله : { الذي يخرج الخبء } وهو مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات وغيرهما وخصه بقوله : { في السماوات والأرض } لأنّ ذلك منتهى مشاهدتنا فننظر ما يكون فيهما بعد أن لم يكن من سحاب ومطر ونبات وتوابع ذلك من الرعد والبرق وما يشرق من الكواكب ويغرب إلى غير ذلك من الرياح والحرّ والبرد وما لا يحصيه إلا الله تعالى { ويعلم ما تخفون } في قلوبهم { وما تعلنون } بألسنتهم ، وقرأ الكسائي وحفص بالتاء الفوقية فيهما ، والباقون بالتحتية ، فالخطاب ظاهر على قراءة الكسائي لأنّ ما قبله أمرهم بالسجود وخاطبهم به ، والغيبة على قراءة الباقين غير ظاهرة لتقدّم الضمائر الغائبة في قوله { أعمالهم } { فصدهم } و{ فهم } وأمّا قراءة حفص فتأويلها أنه خرج إلى خطاب الحاضرين بعد أن أتم قصة أهل سبأ ، ويجوز أن تكون إلتفاتاً على أنه نزل الغائب منزلة الحاضر فخطابه ملتفتاً إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.