السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَرَبُّكَ يَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (69)

ولما كانت القدرة لا تتم إلا بالعلم قال تعالى : { وربك } أي : المحسن إليك المتولي أمر تربيتك { يعلم ما تكنّ } أي : تخفي وتستر { صدورهم } من كونهم يؤمنون على تقدير أن تأتيهم آيات مثل آيات موسى عليه السلام ، أو لا يؤمنون ومن كون ما أظهر من أظهر الإيمان بلسانه خالصاً أو مشوباً ، ومن كونهم يخفون عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم { وما يعلنون } أي : يظهرون من ذلك كل ذلك لديه سواء فلا يكون لهم مراد إلا يخلقه ، فإن قيل : هلا اكتفى بقوله تعالى : { ما تكنّ صدورهم } عن قوله : { وما يعلنون } أجيب : بأنّ علم الخفي لا يستلزم علم الجليّ إما لبعد أو لغط أو اختلاط أصوات يمنع تمييز بعضه عن بعض أو غير ذلك .