السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ} (61)

{ أفمن وعدناه } على عظمتنا في الغنى والقدرة والصدق { وعداً حسناً } لا شيء أحسن منه في موافقته للأمنية وبقائه وهو الجنة فإن حسن الوعد بحسن الموعود ولذلك سمى الله تعالى الجنة بالحسنى { فهو لاقيه } أي : مدركه لامتناع الخلف في وعده ولذلك عطفه بالفاء المعطية معنى السببية { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } أي : الذي هو مشوب بالآلام مكدر بالمتاعب مستعقب للتحسر على الانقطاع ، وعن ابن عباس أن الله تعالى خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف : المؤمن والمنافق والكافر فالمؤمن يتزوّد والمنافق يتزين والكافر يتمتع { ثم هو } مع ذلك كله { يوم القيامة } الذي هو يوم التغابن من خسر فيه لم يربح أصلاً { من المحضرين } أي : المقهورين على الحضور إلى مكان يود لو افتدى منه بملء الأرض ذهباً لم يقبل منه ، قال قتادة يحضره المؤمن والكافر ، قال مجاهد : نزلت في النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي جهل ، وقال محمد بن كعب نزلت في حمزة وعلي وفي أبي جهل ، وقال السدّي : نزلت في عمار والوليد بن المغيرة .

تنبيه : ثم لتراخي حال الإحضار عن حال التمتع في الزمان أو الرتبة ، وقرأ ثم هو قالون والكسائي بسكون الهاء ، والباقون بالضم .