السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

{ قل } أي : لهم { أروني } أي : أعلموني { الذين ألحقتم به } أي : بالله { شركاء } أي : في العبادة هل يخلقون وهل يرزقون وقوله تعالى : { كلا } أي : لا يخلقون ولا يرزقون ردع لهم عن مذهبهم بعد ما كسره بإبطال المقايسة كما قال إبراهيم عليه السلام { أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله } ( الأنبياء : 67 ) بعدما حجهم وقد نبه على تفاحش غلطهم بقوله تعالى : { بل هو الله العزيز } أي : الغالب على أمره الذي لا مثل له وكل شيء يحتاج إليه { الحكيم } أي : المحكم لكل ما يفعله فلا يستطيع أحد نقض شيء منه فكيف يكون له شريك ، وأنتم ترون ما ترون له من هاتين الصفتين المنافيتين لذلك .

تنبيه : في هذا الضمير وهو «هو » قولان : أحدهما : أنه عائد إلى الله تعالى أي : ذلك الذي ألحقتم به شركاء هو الله والعزيز الحكيم صفتان . والثاني : أنه ضمير الأمر والشأن والله مبتدأ ، والعزيز الحكيم خبر إن والجملة خبر هو .

فإن قيل : ما معنى قوله { أروني } وكان يراهم ويعرفهم أجيب : بأنه أراد بذلك أن يريهم الخطأ العظيم في إلحاق الشركاء بالله تعالى وأن يقاس على أعينهم فيه وبين أصنامهم ليطلعهم على إحالة القياس إليه والإشراك به .