السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ} (7)

ثم بين تعالى ما حال حزب الشيطان بقوله تعالى : { الذين كفروا لهم عذاب شديد } أي : في الدنيا بفوات ما يأملونه مع تفرقة قلوبهم وانسداد بصائرهم وسفالة هممهم حتى أنهم رضوا أن يكون إلههم حجراً ، وفي الآخرة بالسعير التي دعاهم إلى صحبتها ، ثم بين حزبه تعالى بقوله سبحانه { والذين آمنوا وعملوا } أي : تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } من صلاة وزكاة وصوم وغير ذلك من المأمورات { لهم مغفرة } أي : ستر لذنوبهم في الدنيا ولولا ذلك لافتضحوا ، وفي الآخرة بحيث لا عتاب ولا عقاب ولولا ذلك لهلكوا { أجر كبير } هو الجنة والنظر إلى وجهه الكريم ، فالمغفرة في مقابلة الإيمان فلا يؤبد مؤمن في النار ، والأجر الكبير في مقابلة العمل الصالح .