السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

ثم بين تعالى الأصل الثالث وهو الحشر بقوله تعالى : { يا أيها الناس } ولما كانوا ينكرون البعث أكد قوله تعالى { إن وعد الله } أي : الذي له صفات الكمال بكل ما وعد به من البعث وغيره { حق } أي : ثابت لا خلف فيه ، وقد وعد أنه يردكم إليه في يوم تنقطع فيه الأسباب ويعرض عن الأحساب و الأنساب { فلا تغرّنّكم } أي : بأنواع الخداع من اللهو والزينة { الحياة الدنيا } فإنه لا يليق بذي همة علية اتباع الدنيء والرضا بالدون الزائل عن العالي الدائم { ولا يغرنكم بالله } أي : الذي لا يخلف الميعاد وهو الكبير المتعال { الغرور } أي : الذي لا يصدق في شيء وهو الشيطان العدو .