السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (43)

{ ووهبنا } أي : بما لنا من العظمة { له أهله } أي : بأن جعلناهم عليه بعد تفرقهم أو أحييناهم بعد موتهم ، وقيل : وهبنا له مثل أهله والأول هو ظاهر الآية فلا يجوز العدول عنه من غير ضرورة { ومثلهم معهم } حتى كان له ضعف ما كان . وقوله تعالى : { رحمة } أي : نعمة { منا } مفعول لأجله أي : وهبناهم له لأجل رحمتنا إياه { وذكرى } أي : وتذكيراً بحاله { لأولي الألباب } أي : أصحاب العقول ليعلموا أن من صبر ظفر وأن رحمة الله تعالى واسعة وهو عند القلوب المنكسرة فما بينه وبين الإجابة إلا حسن الإنابة فمن دام إقباله عليه أغناه عن غيره كما قيل :

لكل شيء إذا فارقته عوض *** وما عن الله إن فارقت من عوض

وهذا تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم كما مر .