السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ} (75)

{ قال } الله تعالى { يا إبليس } سماه بهذا الاسم لكونه من الإبلاس وهو انقطاع الرجاء إشارة إلى تحتم العقوبة له { ما منعك أن تسجد } وبين ما يوجب طاعته ولو أمر بتعظيم ما لا يعقل بقوله تعالى معبراً بأداة ما لا يعقل عمن كان عند السجود له عاقلاً كامل العقل : { لما خلقت بيدي } أي : توليت خلقه من غير توسط سبب كأب وأم والتثنية في اليد لما في خلقه من مزيد القدرة ، وقوله تعالى : { أستكبرت } استفهام توبيخ أي : تعظمت بنفسك الآن عن السجود له { أم كنت من العالين } أي : من القوم الذين يتكبرون فتكبرت عن السجود له لكونك منهم .