السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنَّهُۥ لَعِلۡمٞ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمۡتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

{ وإنه } أي : عيسى عليه السلام { لعلم للساعة } أي : نزوله سبب للعلم بقرب الساعة التي هي تعم الخلائق كلها بالموت فنزوله من أشراط الساعة يعلم به قربها قال صلى الله عليه وسلم : «يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عادلاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتهلك في زمنه الملل كلها إلا الإسلام » .

وروي : «أنه ينزل على ثنية بالأرض المقدسة يقال لها : أنيق وبيده حربة وعليه مخصرتان وشعر رأسه دهين يقتل الدجال ويأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر ، وروي في صلاة الصبح فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به » . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم » . وقال الحسن وجماعة . وإنه أي : القرآن لعلم للساعة يعلمكم قيامها ويخبركم أحوالها وأهوالها { فلا تمترن بها } حذف منه نون الرفع للجزم وواو الضمير لالتقاء الساكنين من المرية وهي الشك أي : لا تشكن فيها وقال ابن عباس : لا تكذبوا بها { واتبعوني } أي : أوجدوا تبعكم لي { هذا } أي : كل ما أمرتكم به من هذا أو غيره { صراط } أي : طريق واضح { مستقيم } أي : لا عوج له ، وقرأ أبو عمرو بإثبات الياء في الوصل دون الوقف والباقون بغير ياء وصلاً وقفاً .