{ إنا أنزلناه } فيكون في ذلك تقدير قسمين على شيء واحد ويجوز أن يكون { إنا أنزلناه } جواب القسم وأن يكون اعتراضاً والجواب قوله تعالى : { إنا كنا منذرين } واختاره ابن عطية ، وقيل : { إنا كنا } مستأنف و{ فيها يفرق } يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون صفة ليلة وما بينهما اعتراض .
تنبيه : يجوز أن يكون المراد بالكتاب هنا الكتب المتقدمة المنزلة على الأنبياء عليهم السلام كما قال تعالى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب } ( الحديد : 25 )
ويجوز أن يكون المراد به اللوح المحفوظ قال الله تعالى : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } ( الرعد : 39 ) وقال تعالى : { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } ( الزخرف : 4 ) ويجوز أن يكون المراد به القرآن واقتصر على ذلك البيضاوي وتبعه الجلال المحلي ، وعلى هذا فقد أقسم بالقرآن أنه أنزل القرآن في ليلة مباركة ، وهذا النوع من الكلام يدل على غاية تعظيم القرآن فقد يقول الرجل إذا أراد تعظيم الرجل له إليه حاجة : أتشفع بك إليك وأقسم بحقك عليك وجاء في الحديث : «أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك ، وبك منك لا أحصي ثناء عليك » . والمبين : هو المشتمل على بيان ما بالناس من حاجة إليه في دينهم ودنياهم فوصفه بكونه مبيناً وإن كانت حقيقة الإبانة لله تعالى لأن الإبانة حصلت به كقوله تعالى : { أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } ( الروم : 35 ) فوصفه بالتكلم إذ كان غاية في الإبانة فكأنه ذو لسان ينطق مبالغة في وصفه .
واختلف في قوله سبحانه وتعالى : { في ليلة مباركة } فقال قتادة وابن زيد وأكثر المفسرين : هي ليلة القدر : وقال عكرمة وطائفة : إنها ليلة البراءة وهي ليلة النصف من شعبان ، واحتج الأولون بوجوه ؛ الأول : قوله تعالى { إنا أنزلنا في ليلة القدر } ( القدر : 1 ) فقوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } يجب أن تكون هي تلك الليلة المسماة بليلة القدر لئلا يلزم التناقض ، ثانيها : قوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } ( البقرة : 185 ) فقوله تعالى ههنا { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } يجب أن تكون هذه الليلة المباركة في رمضان فثبت أنها ليلة القدر ، ثالثها : قوله تعالى في صفة ليلة القدر : { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } ( القدر : 4 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.