السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَنۡ أَفِيضُواْ عَلَيۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ أَوۡ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُۚ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (50)

{ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء } أي : صبوه وهو دليل على أنّ الجنة فوق النار { أو مما رزقكم الله } أي : من سائر الأشربة ليلاً ثم الإفاضة لأنّ الإفاضة ملائمة للماء وسائر المائعات فحملت الإفاضة على إفاضة جميع المائعات أو من سائر المشروب والمأكول بتضمين أفيضوا ألقوا كقوله :

علفتها تبناً وماء بارداً *** حتى غدت همالة عيناها

أي : فائضة عيناها . { قالوا } أي : أهل الجنة مجيبين لهم { إنّ الله حرّمهما } أي : منعهما { على الكافرين } أي : منعهم طعام الجنة وشرابها كما يمنع المكلف ما يحرم عليه ويحظر كقوله :

حرام على عينيّ أن تطعم الكرى *** . . .

وقيل : لما كانت شهواتهم في الدنيا في لذة الأكل والشرب وعذبهم الله في الآخرة بشدّة الجوع والعطش فسألوا ما كانوا يعتادونه في الدنيا من طلب الأكل والشرب فأجيبوا بأنّ الله تعالى حرّم طعام الجنة وشرابها على الكافرين .