إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَنۡ أَفِيضُواْ عَلَيۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ أَوۡ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُۚ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (50)

{ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة } بعد أن استقر بكل من الفريقين القرارُ واطمأنت به الدار { أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الماء } أي صُبّوه ، وفي دَلالةٌ على أن الجنة فوق النار { أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله } من سائر الأشربةِ ليُلائِمَ الإفاضة ، أو من الأطعمة على أن الإفاضةَ عبارةٌ عن الإعطاء بكثرة { قَالُوا } استئنافٌ مبنيٌّ على السؤال كأنه قيل : فماذا قالوا ؟ فقيل : قالوا : { إِنَّ الله حَرَّمَهُمَا عَلَى الكافرين } أي منعهما منهم منعاً كلياً فلا سبيل إلى ذلك قطعاً .