السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

{ وسيرت الجبال } أي : ذهب بها عن أماكنها { فكانت سراباً } أي : لا شيء كما أنّ السراب كذلك يظنه الرائي ماء وليس بماء ، قال الرازي : إنّ الله تعالى ذكر أحوال الجبال بوجوه مختلفة ويمكن الجمع بينها بأن نقول أول أحوالها الاندكاك وهو قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة } [ الحاقة : 14 ] والحالة الثانية : أن تصير كالعهن المنفوش وهو قوله تعالى : { وتكون الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] والحالة الثالثة : أن تصير كالهباء وهو قوله تعالى : { وبست الجبال بساً 5 فكانت هباء منبثاً } [ الواقعة : 5 6 ] الحالة الرابعة : أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدّمة قارة في مواضعها فترسل عليها الرياح فتنسفها عن وجه الأرض ، فتطيرها في الهواء وهو قوله تعالى : { ويسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفاً } [ طه : 105 ]

الحالة الخامسة : أن تصير سراباً أي : لا شيء كما يرى السراب من بعد . وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ بإدغام تاء التأنيث في السين والباقون بالإظهار .