إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (108)

{ قُلْ } مخاطباً لأولئك الكفرةِ بعد ما بلّغتهم ما أوحيَ إليك { يا أيها الناس قَدْ جَاءكُمُ الحق مِن ربّكُمْ } وهو القرآنُ العظيمُ المشتمِلُ على محاسن الأحكامِ التي من جملتها ما مر آنفاً من أصول الدينِ واطلعتم على ما في تضاعيفه من البينات والهدى ولم يبقَ عذرٌ { فَمَنُ اهتدى } بالإيمان به والعملِ بما في مطاويه { فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } أي منفعةُ اهتدائِه لها خاصة { وَمَن ضَلَّ } بالكفر به والإعراض عنه { فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي فوبالُ الضلالِ مقصورٌ عليها ، والمرادُ تنزيهُ ساحةِ الرسالةِ عن شائبة غرضٍ عائد إليه عليه السلام من جلب نفعٍ أو دفع ضرَ كما يلوح به إسنادُ المجيء إلى الحق من غير إشعارٍ بكون ذلك بواسطته { وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بحفيظ موصولٍ إلى أمركم وإنما أنا بشيرٌ ونذير .