غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (108)

93

ثم ختم السورة بما يستدل به على قضائه وقدره في الهداية والضلال فقال : { قل يا أيها الناس } الآية . وفسرها الأشاعرة بأن من حكم له في الأزل بالاهتداء فسيقع له ذلك ، وإن من حكم له بالضلال فكذلك ولا حيلة في دفعه كما مر في سورة الأنعام

{ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } [ الأنعام : 104 ] الآية . وقالت المعتزلة : المراد أنه بين الشريعة وأزاح العلة وقطع المعذرة ، فمن اختار الهدى فما نفع باختياره إلا نفسه ، ومن آثر الضلال فلا يعود وباله إلا على نفسه . يروى عن ابن عباس أن الآية منسوخة بآية القتال ولا يخفى ضعفه . ثم أمره باتباع الوحي والتنزيل فإن وصل إليه بسبب الاتباع مكروه فليصبر عليه إلى أن يحكم الله وهو خير الحاكمين . ولبعضهم في الصبر :

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري *** وأصبر حتى يحكم الله في أمري

سأصبر حتى يعلم الصبر أنني *** صبرت على شيء أمر من الصبر

/خ108