اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (108)

قوله تعالى : { قُلْ يا أيها الناس قَدْ جَآءَكُمُ الحق مِن رَّبِّكُمْ } الآية .

قوله : " مِن ربِّكم " يجوز أن يتعلَّق ب " جَاءَكُمُ " و " مِنْ " لابتداء الغاية مجازاً ، ويجُوزُ أن يكون حالاً من " الحَقِّ " .

قوله : فَمَنُ اهْتَدَى ومن ضلَّ يجوز أن تكون " مَنْ " شرطاً ، فالفاءُ واجبةُ الدُّخُولِ وأن تكون موصولة فالفاءُ جائزته .

فصل

المراد " بالحقّ " القرآن والإسلام { فَمَنُ اهتدى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي : على نفسه .

قوله : { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } أي : بِكَفِيلٍ يحفظ أعمالكم ، و " ما " يجوز أن تكون الحجازيَّة أو التميمية ، لخفاء النصب في الخبر .