فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (108)

ثم ختم هذه السورة بما يستدل به على قضائه وقدره فقال { قل يا أيها الناس } لأجل أن تنقطع معذرتهم فهذا نهاية الأمر { قد جاءكم الحق من ربكم } أي القرآن أو الإسلام أو محمد صلى الله عليه وسلم { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } أي منفعة اهتدائه مختصة به { ومن ضل فإنا يضل عليها } أي ضرر كفره مقصور عليه لا يتعداه وليس لله حاجة في شيء من ذلك ولا غرض يعود إليه ومن في الموضعين يجوز أن تكون شرطية والفاء واجبة الدخول وأن تكون موصولة والفاء جائزته { وما أنا عليكم بوكيل } أي بحفيظ يحفظ أموركم وتوكل إليه ، إنما أنا بشير ونذير .