إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ} (29)

{ جَهَنَّمَ } عطفُ بيان لها ، وفي الإبهام ثم البيان ما لا يخفى من التهويل { يَصْلَوْنَهَا } حال منها أو من قومهم أي داخلين فيها مُقاسِين لحرّها ، أو استئنافٌ لبيان كيفيةِ الحلولِ أو مفسر لفعل يقدر ناصباً لجهنم ، فالمرادُ بالإحلال المذكورِ حينئذ تعريضُهم للهلاك بالقتل والأسرِ لكن قوله تعالى : { قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النار } [ إبراهيم ، الآية 30 ] أنسبُ بالتفسير الأول { وَبِئْسَ القرار } على حذف المخصوصِ بالذم أي بئس المقرُّ جهنمُّ أو بئس القرار قرارُهم فيها ، وفيه بيان أن حلولهم وصِلِيَّهم على وجه الدوام والاستمرار .