إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ} (79)

{ فانتقمنا مِنْهُمْ } بالعذاب . روي أن الله تعالى سلط عليهم الحرَّ سبعة أيام ، ثم بعث سحابة فالتجأوا إليها يلتمسون الرَّوْحَ ، فبعث الله تعالى عليهم منها ناراً فأحرقتهم ، فهو عذابُ يوم الظلة { وَإِنَّهُمَا } يعني سدوم والأيكة ، وقيل : والأيكة ومدينَ ، فإنه عليه الصلاة والسلام كان مبعوثاً إليهما فذِكرُ أحدهما منبّهٌ على الآخر { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } لبطريق واضحٍ ، والإمام اسمُ ما يؤتمُّ به سُمِّيَ به الطريقُ ومطمر البناء واللوحُ الذي يكتب فيه لأنها مما يؤتم به .