إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (34)

{ فَأَصَابَهُمْ } عطف على قوله تعالى : { فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } وما بينهما اعتراضٌ لبيان أن فعلَهم على ذلك ظلمٌ لأنفسهم { سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } أي أجزيةُ أعمالِهم السيئة على طريقة تسمية المسبَّب باسم سببِه إيذاناً لفظاعته لا على حذف المضاف فإنه يوهم أن لهم أعمالاً غيرَ سيئاتهم { وَحَاقَ بِهِم } أي أحاط بهم من الحَيق الذي هو إحاطةُ الشر ، وهو أبلغ من الإصابة وأفظع { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } من العذاب .