إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

{ جنات عَدْنٍ } خبرُ مبتدإٍ محذوف أو مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ أي لهم جنات ، ويجوز أن يكون هو المخصوصَ بالمدح { يَدْخُلُونَهَا } صفةٌ لجناتُ على تقدير تنكيرِ عدنٍ وكذلك { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } أو كلاهما حال على تقدير عَلَميته { لَّهُمْ فِيهَا } في تلك الجنات { مَا يَشَاءونَ } الظرفُ الأول خبرٌ لما والثاني حالٌ منه والعاملُ ما في الأول ، أو متعلق به أي حاصلٌ لهم فيها ما يشاءون من أنواع المشتَهيات ، وتقديمُه للاحتراز عن توهم تعلّقِه بالمشيئة أو لما مر مراراً من أن تأخيرَ ما حقُّه التقديمُ يوجب ترقبَ النفسِ إليه فيتمكن عند ورودِه عليها فضلَ تمكن { كذلك } مثلَ ذلك الجزاءِ الأوفى { يَجْزِي الله المتقين } اللام للجنس أي كلَّ من يتقي من الشِرْك والمعاصي ويدخُل فيه المتقون المذكورون دخولاً أولياً ، ويكون فيه بعثٌ لغيرهم على التقوى أو للعهد فيكون فيه تحسيرٌ للكفرة .