إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَوَهَبۡنَا لَهُم مِّن رَّحۡمَتِنَا وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ لِسَانَ صِدۡقٍ عَلِيّٗا} (50)

{ وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا } هي النبوةُ ، وذكرُها بعد ذكر جعلِهم نبياً للإيذان بأنها من باب الرحمةِ ، وقيل : هي المالُ والأولادُ وما بُسط لهم من سَعة الرزقِ ، وقيل : هو الكتابُ والأظهر أنها عامةٌ لكل خير ديني ودنيويَ أُوتوه مما لم يُؤتَه أحدٌ من العالمين { َجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } يفتخر بهم الناسُ ويثنون عليهم استجابةً لدعوته بقوله : { اجعل لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخرين } والمرادُ باللسان ما يوجد به من الكلام ولسانُ العرب لغتُهم ، وإضافتُه إلى الصدق ووصفُه بالعلو للدلالة على أنهم أحِقّاءُ بما يثنون عليهم وأن محامِدَهم لا تخفى على تباعد الأعصارِ وتبدُّل الدول وتحوُّل المِلل والنِحَل .