الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَوَهَبۡنَا لَهُم مِّن رَّحۡمَتِنَا وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ لِسَانَ صِدۡقٍ عَلِيّٗا} (50)

{ مِن رَّحْمَتِنَا } هي النبوّة عن الحسن . وعن الكلبي : المال والولد ، وتكون عامّة في كل خير ديني ودنيوي أوتوه . لسان الصدق : الثناء الحسن . وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية . قال :

إنِّي أتَتْنِي لِسَانٌ لاَ أُسَرُّ بِهَا ***

يريد الرسالة . ولسان العرب : لغتهم وكلامهم . استجاب الله دعوته { واجعل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الآخرين } [ الشعراء : 84 ] فصيره قدوة حتى ادّعاه أهل الأديان كلهم . وقال عز وجل : { مّلَّةَ أَبِيكُمْ إبراهيم } [ الحج : 78 ] و { مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً } [ البقرة : 135 ] ، { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتبع مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا } [ النحل : 123 ] وأعطى ذلك ذرّيته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم ، كما أعلى ذكره وأثنى عليه .