إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا} (41)

{ واذكر } عطف على أنذِرْهم { في الكتاب } أي في السورة أو في القرآن { إِبْرَاهِيمَ } أي اتلُ على الناس قصته وبلِّغها إياهم كقوله تعالى : { واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبراهيم } فإنهم ينتمون إليه عليه السلام فعساهم باستماع قصته يُقلِعون عما هم فيه من القبائح { إِنَّهُ كَانَ صِدّيقاً } ملازماً للصدق في كل ما يأتي ويذر ، أو كثيرَ التصديق لكثرة ما صدّق به غيوبَ الله تعالى وآياتِه وكتبَه ورسلَه ، والجملةُ استئنافٌ مسَوقٌ لتعليل موجبِ الأمر فإن وصفه عليه السلام بذلك من دواعي ذكرِه { نَبِيّاً } خبرٌ آخرُ لكان مقيدٌ للأول مخصِّصٌ له كما ينبئ عنه قوله تعالى : { مّنَ النبيين والصديقين } الآية ، أي كان جامعاً بين الصدّيقية والنبوة ولعل هذا الترتيبَ للمبالغة في الاحتراز عن توهم تخصيصِ الصدّيقية بالنبوة فإن كلَّ نبيَ صديقٌ .