{ فَكُلِي واشربي } أي ذلك الرطبَ وماءَ السَّريِّ أو من الرطب وعصيرِه { وَقَرّى عَيْناً } وطِيبي نفساً وارفضي عنها ما أحزنك وأهمك ، فإنه تعالى قد نزّه ساحتَك عما اختلج في صدور المتعبدين بالأحكام العادية بأن أظهر لهم من البسائط العنصريةِ والمركباتِ النباتية ما يخرِق العاداتِ التكوينيةَ ويرشدهم إلى الوقوف على سريرة أمرِك ، وقرئ وقِرّي بكسر القاف وهي لغة نجد واشتقاقُه من القرار ، فإن العينَ إذا رأت ما يسرّ النفسَ سكنت إليه من النظر إلى غيره ، أو من القَرّ فإن دمعةَ السرور باردةٌ ودمعةَ الحُزن حارة ، ولذلك يقال : قُرّة العين وسُخْنةُ العين للمحبوب والمكروه { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً } أي آدمياً كائناً مَنْ كان ، وقرئ تَرئِنّ على لغة من يقول : لبّأْتُ بالحج لما بين الهمزة والياءِ من التآخي { فقولي } له إن استنطقك { إني نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً } أي صمتاً وقد قرئ كذلك ، أو صياماً وكان صيامُهم بالسكوت { فَلَنْ أُكَلّمَ اليوم إِنسِيّاً } أي بعد أن أخبرتُكم بنذري وإنما أكلم الملائكةَ وأناجي ربي ، وقيل : أُمِرت بأن تخبرَ بنذرها بالإشارة وهو الأظهرُ ، قال الفراء : العربُ تسمِّي كلَّ ما وصل إلى الإنسان كلاماً بأي طريق وصَل ما لم يؤكَّد بالمصدر ، فإذا أُكّد لم يكن إلا حقيقةَ الكلام ، وإنما أمرت بذلك لكراهة مجادلةِ السفهاء ومناقلتهم والاكتفاء بكلام عيسى عليه السلام ، فإنه نصٌّ قاطعٌ في قطع الطعن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.